الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
من الأذكار العظيمة التي ينبغي للمسلم أن يكثر منها هاتان الكلمتان، وكثيراً ما يقرن التسبيح بالتحميد، وذلك لأن التسبيح تنزيه ونفي للعيب، والتحميد إثبات المحامد، وهو أكمل من السلب، ولهذا يجمع كثيرا بينهما، قال تعالى: }سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ * وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ{ ([1]).
وقد ورد في فضلها كثير من النصوص النبوية، فمن ذلك:
أنها سبب لمغفرة الذنوب:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» ([2]).
أنّ الله يحبهما، ويثقل بهما موازين الحسنات:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» ([3]).
وعن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هاله الليل أن يكابده، أو بخل بالمال أن ينفقه، أو جبن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان الله وبحمده؛ فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل» ([4]).
وعن جويرية رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها»؟ قالت: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده؛ عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته»([5]) .
وهاتان الكلمتان من أسباب زيادة الرزق:
فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نوحاً عليه السلام أوصى ولده فقال: «وأوصيك بسبحان الله وبحمده؛ فإنهما صلاة الخلق، وبهما يرزق الخلق، }وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا{» ([6]).
وذكر الله بهما من أسباب دخول الجنة:
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة»([7]) . ومن غرس له في الجنة غرس لابد أن يبلغه.
----------------------------------------------------------
[1] / الصافات: 180-182
[2] / رواه مسلم
[3] / رواه البخاري ومسلم
[4] / رواه الفريابي والطبراني واللفظ له
[5] / رواه مسلم
[6] / رواه النسائي
[7] / رواه البزار