<span style=" background-color:#000000;">
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة المؤمنون... قرأت في موسوعةٍ عن الطيران جملةً، اهتزّت لها مشاعري، موسوعة علمية عن الطيران، عن الطائرات، مكتوبٌ في هذه الموسوعة:
أنه ما من طائرةٍ، ما من طائرةٍ، صنعها الإنسان، ترتقي إلى مستوى الطير، أو تجرؤ على أن تقترب منه.
فالطيور التي خلقها الله سبحانه وتعالى، هكذا قال:
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ﴾
( سورة الملك: من آية " 19 " ) فالطيور، من أكثر مخلوقات الله جمالاً، ومن أجملها نغماً، ومن أكثرها استحواذاً على الإعجاب، توجد في كل بقعة، من بقاع العالم، في أطراف المناطق القطبية، إلى قمم الجبال الشامخة، إلى أكثر البحار هيجاناً، إلى أكثر الغابات ظلمةً، إلى أكثر الصحارى عُرياً، إلى أكثر المدن ازدحاماً، في أي مكانٍ على وجه الأرض، تجد الطيور.
عَدّ العلماء حتى هذا التاريخ من أنواع الطيور، ما يزيد عن تسعة آلاف نوعٍ، تسعة آلاف نوع، من أنواع الطيور، وقد زوّد الله سبحانه وتعالى الطير، بوزنٍ خفيف، يعينه على الطيران، وأكياسٍ هوائية، منتشرة، في كلِّ أماكن جسمه، تخفف من وزنه، وتبرِّد عضلاته الحارة، من شدة الخفقان، وجعل عظامه مجوَّفة، وجعل ريشه، لا وزن له، ليعينه على الطيران، وجعل الطير، يتمتَّع بميزاتٍ يحتاجها في طيرانه.
فهو يتمتَّع بقوة البصر، بل إن قوة بصر بعض الطيور، تزيد عن قوة إبصار الإنسان، ثمانية أضعاف، إن بعض أنواع الطيور، يرى فريسته على بعد ألفين من الأمتار، والعين عند الطائر أيها الإخوة الأكارم، أكبر حجماً، من مخِّه، وتستطيع أن ترى عينه، دائرةً تامة، الإنسان يرى مئة وثمانين درجة، حينما يدير وجهه ورأسه، تتسع هذه الدرجات، لكنَّ الطائر مزوَّد بعينين جانبيتين، تمسحان الدائرة بأكملها.
والطائر أيها الإخوة... له سرعةٌ تزيد عن مئةٍ وثلاثين كيلو متراً في الساعة، وبعض أنواع الطيور، يقطع ستة آلاف كيلوا متر من دون توقُّف، ستة وثمانين ساعة طيران بلا توقّف يقطعها الطير، أية طائرةٍ تقطع هذه المسافة، ستة وثمانين ساعة من دون توقّف ؟ ومن دون تزوُّد بالوقود، أو بالطعام، أو بالشراب ؟
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ﴾
وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه واحدوالحمد لله رب العالمين
</span>