ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
العزة مظهر من مظاهر البقاء عند الإنسان فما من إنسان على وجه الأرض إلا ويطلبها لأنه مفطور على ذلك ومن المعلوم أن الذي يدفع الإنسان لتصرفاته في الحياة إنما هو الغرائز والحاجات العضوية ولما كانت العزة من مظاهر البقاء فإن الأصل في الإنسان أنه يندفع لإشباعها اندفاعه لإشباع سائر غرائزه فطلب العزة أمر فطري .
إن حب الحياة هو الذي يتربع على رأس سلم ألأولويات لكثير من الناس بالنسبة لمظاهر الغرائز وإن الناس يختلفون فيما تبقى من المظاهر في الترتيب فإذا ما تركت للعقل أو للفطرة فإنه يعجز عن ترتيبها الترتيب الصحيح لذلك كان لا بد من وجود جهة غير العقل والفطرة للقيام بترتيبها الترتيب الصحيح , فقد جاء الإسلام فرتبها ترتيباً جديداً لم يجعل فيه حب الحياة على رأس السلم وذلك حين جعل السعي لنيل رضوان الله على رأس السلم وعلق حصول رضاه بتحقيق العزة عند المسلمين أو بالسعي لها على الأقل فأوجب الله سبحانه وتعالى على المسلمين العزة وجوباً لقوله تعالى ((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) وقال عليه الصلاة والسلام (( الإسلام يعلو ولا يعلى عليه )) والآية والحديث وإن كان كل منهما خبراً إلا إنهما يفيدان الطلب فيجب على المسلمين أن يسعوا إلى العزة
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب