بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ البكاءَ يجعل الإنسانَ يشعر بشكلٍ أفضل فعليَّاً.
نوَّه الباحِثون إلى أنَّ وظيفةَ البكاء غيرُ معروفة بشكلٍ جيِّد، ولكن يعتقد بعضُ الخبراء أنَّ البكاءَ هو التِماسٌ للدَّعم والراحة والمُساعَدة، بينما يرى آخرون أنَّ دورَه الرَّئيسيّ هو إطلاق العنان للانفِعالات.
اشتملت الدِّراسةُ على 60 شخصاً، طلبَ منهم الباحِثون مُشاهدةَ فيلمين من النَّوع الذي يستدرُّ الدُّموع، وحدثَ أنَّ حوالي 50 في المائة من المُشارِكين أخذوا في البكاء في أثناء مُشاهدة الفيلمين. سأل الباحِثون المُشارِكين حول كيفيَّة شُعورهم من بعد مُشاهدة الفيلمين مُباشرةً، ومن جديد بعد 20 و 90 دقيقةً.
قالَ الباحِثون إنَّه بعد مُشاهدة الفيلمين مُباشرةً، لم يتغييَّر مزاجُ المُشارِكين الذين لم يبكوا، بينما انخفض مزاجُ الذين بكوا، ولكنَّه عاد إلى مُستوياته السابِقة خلال 20 دقيقةً، وأصبح أفضل ممَّا كان عليه قبل المُشاهدة، وذلك خلال 90 دقيقةً.
بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ عودةَ المزاج إلى مُستوياته السابِقة لم ترتبِط بعدد المرَّات التي يبكي فيها الإنسان في العادة.
قال المُشرِفُ على إعداد الدِّراسة أسمير غراكانين، من جامعة تيلبورغ في هولندا: "ربَّما يُساعد انخِفاضُ مُستويات الانفعالات ومن ثمَّ عودتها إلى المُستويات السابِقة، على أن يشعر الإنسانُ بأنَّه في حالٍ أفضل بعد أنَ يمسحَ دموعه؛ ولكن يبدو أنَّ الأشخاصَ الذين يبكون يشعرون فعلاً بتحسُّن عام في المزاج، إنَّما بعدَ فترة زمنيَّة طويلة".
"وجدنا أنَّه بعد التراجع الأوَّلي في المزاج عقب البكاء، لا بدَّ من مرور بعض الوقت حتى يعود المزاج ليس إلى مستوياته السابقة وحسب، إنَّما ليتجاوزَ المُستوياتِ التي كان عليها قبل التعرُّض إلى حدث انفِعاليّ".