لا ريب أن قلوبنا تحتاج إلى مزيد عناية ، تحتاج إلى جولات كثيرة ، وأعمال عديدة حتى تطهر وتسلم ، فعليكم بتكثيف العمل ، وزيادة الجهد حتى تلين وتصلح ، ولا تفتروا ، واستجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم ، فاللهم يا حي يا قيوم أحيي لنا قلوبنا ، واجعلها على درب الاستقامة .
اليوم نحتاج إلى علاج عظيم لترق لنا قلوبنا
شعارنا اليوم : رقق قلبك
روى الطبراني في الكبير وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ لله آنية من أهل الأرض ، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين ، وأحبها إليه ألينها وأرقها "
وواجبنا العملي :
تعامل برفق ورحمة وعطف وحنو مع كل مسلم حتى يلين لك قلبك .
في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : " أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط موفق ، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال "
حقق هذا المعنى : الحديث في صحيح مسلم أيضًا : قال صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى "
صل رحمك ، واهتم بعشيرتك الأقربين ، واسأل عن جارك وأطعمه من طعامك ، واسٍ مسلمًا في محنته ، عُد مريضًا ، اكل يتيمًا ، أغث ملهوفًا ، أطعم مسكينًا ، اكسُ فقيرا ، اقض لمسلم حاجة .
فإن لم تستطع أي شيء من هذا ، فادع ربك بتفريج كربات المسلمين في كل مكان في بقاع الأرض ، وأن يتنزل الله علينا جميعًأ برحمات من عنده ليكشف الضر ويزيل الهم ويهدي من الضلال ويعيذنا من الفتن .
فكن رحيمًا رقيق القلب لكل مسلم ، اللهم اهدنا واهد بنا ، واجعلنا سببًا لمن اهتدى يا بر يا رحيم .
لعلكم تتساءلون كثيرا وما يزال الجواب حائرا : ألم تر أكثر ما يدعو الناس ، وما أقل إجابتهم ؟
لماذا ؟؟
الجواب خلاصته في كلمة واحدة بها بوب الإمام البخاري بابًا في الأدب المفرد فقال : الناخلة من الدعاء [ أي المنخولة الخالصة ]
ذكر فيه عن عبد الرحمن بن يزيد أنَّه قال : كان الربيع يأتى علقمة يوم الجمعة ، فإذا لم أكن ثمة أرسلوا إلى فجاء مرة ، ولست ثمة فلقيني علقمة ، وقال لي : ألم تر ما جاء به الربيع قال ألم تر أكثر ما يدعو الناس وما أقل إجابتهم ؟؟؟ وذلك أن الله عز وجل لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء .
نعم الدعاء الصافي من الشوائب ، الدعاء من قلب مخلص صادق ، قلب يعرف الله ، قلب يحب الله، قلب أكثر أمانيه القرب من الله ، دعاء خالٍ من الموانع والآفات ، هذا – لعمر الله- أرجى الدعاء .
تعالوا اليوم نتعاهد الدعاء هكذا :
روى الترمذي وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام " ]أي الزموها وأكثروا من قولها ]
تعالوا نجتهد في الدعاء :
روى الحاكم في المستدرك وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء ؟ قولوا : اللهم أعنا على شكرك و ذكرك و حسن عبادتك "
ونتواصى بسؤال الله تعالى سر الجنة :
روى الطبراني في الكبير وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنه سر الجنة "
هذه ثلاث الزمها من اليوم في سائر دعائك ، تعجل وتنشط وبادر ، فاستبقوا الخيرات .