ﻫﻞ ﺃﻛﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻥ .. ؟
ﻫﻞ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻌﻪ ..؟؟
ﻫﻞ ﺃﺗﺮﻛﻪ ﻳﻤﺴﻚ ﻳﺪﻱ ..؟
ﻫﻞ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ..؟
ﻫﻞ ﺃﺗﺮﻛﻪ ﻳﻘﺒﻠﻨﻲ .. ؟؟ ﻭﻳﺤﺘﻀﻨﻲ ..؟ ! ﻭﻳﺘﺤﺴﺴﻨﻲ ؟
ﻫﻞ ﺃﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺘﻪ .. ؟
ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺣﺪ ﺃﺗﺮﻙ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻲ؟
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﻛﻞ ﺑﻨﺖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺐ
ﺭﺟﻼً .. ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ .. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﻞ ﺑﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺣﺪﻭﺩﺍً
ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺴﺐ ﻋﻘﻠﻴﺘﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﺎ ﻭﺣﺴﺐ ﻋﻘﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺒﻪ .. ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻳﻬﺪﻓﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .
ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﻻ ﺗﺘﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺒﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻔﺔ
ﻭﺍﻷﺩﺏ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﻥ ﺗﻔﻘﺪﻩ ﻛﺰﻭﺝ ﻭﺗﻔﻘﺪ
ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ .. ﻭﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻮﻗﺘﻲ .. ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻋﻔﺔ ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻭﺣﺼﺎﻧﺔ ..
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻭﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ..
ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﺠﺎﻫﺮ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ
ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻘﻠﺒﻪ .. ﻓﻴﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺤﺮﺭ ﻋﺼﺮﻱ
ﻻ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻋﻘﻠﻴﺘﻬﺎ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ، ﺗﺮﺍﻗﺼﻪ ﻭﺗﺪﻋﻮﻩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﺗﺰﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺗﺒﺎﺩﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻕ
ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ .. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﺠﺎﺭﻳﻪ
ﻓﻲ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ .. ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻳﻨﻌﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ
ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻷﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺣﻴﺎﺗﻪ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺒﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ .. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ .. ﻳﺎﻟﻬﺎ
ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ .. ﻭﻳﺒﻴﺖ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺧﻄﺒﺘﻬﺎ .
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺬﺏ .. ﻭﻻ ﺍﻟﺒﻨﺖ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﺑﺴﺒﻴﻠﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .. ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ
ﻋﻼﻗﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻦ
ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ .. ﻓﻴﺘﺨﺬ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻳﻘﻀﻲ ﻣﻌﻬﺎ
ﻓﺮﺍﻏﻪ ﻭﻳﺜﺮﺛﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻤﻜﻨﻮﻧﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻭﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ
ﻋﺸﻴﻘﺎً ﺗﻠﻬﻮ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻮﻑ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﺝ .. ﺗﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ
ﺣﺐ .. ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ .. ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺑﺰﻭﺍﺝ ﻓﺎﺷﻞ ﻭﺣﺐ ﻓﺎﺷﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ..
ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺬﺏ .. ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ .. ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﺒﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ..
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺮﻑ .. ﻓﺎﻟﺸﺮﻑ ﻣﻌﻨﺎﻩ
ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ .. ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ
ﻫﻲ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺮﻓﺾ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺤﺒﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻭﺗﻔﻘﺪ
ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﺰﻭﺟﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻣﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺗﻬﺪﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻖ. ﻭﺣﺐ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﺮﺟﻞ
ﻟﻴﺲ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﺘﺬﺍﻝ .. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻻﺑﺘﺬﺍﻝ ﻫﻮ ﺃﻥ
ﺗﻬﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻭﺟﺴﻤﻬﺎ، ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ
ﻣﻨﺤﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻷﻱ ﺭﺟﻞ ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻭﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻠﺬﺫ
ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ .. ﺍﻻﺑﺘﺬﺍﻝ ﻫﻮ ﺗﺮﺧﺺ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ
ﻭﺷﻴﻮﻋﻬﺎ ﻭﺧﻠﻮ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺭﺟﻼً ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻟﺘﺤﺒﻪ ﻭﺗﻤﻨﺤﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ
ﻭﺟﻮﺩﻩ ..
ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﻤﺒﺘﺬﻝ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻌﺮﻓﻬﺎ .. ﺇﻥ ﻟﺒﺴﻬﺎ ﻭﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻭﺧﻄﻮﺗﻬﺎ ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻓﻬﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺲ ﺃﻧﻬﺎ
ﺷﻲﺀ ﻏﺎﻝ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻧﻮﺍﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ .. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﺲ
ﺑﺮﺧﺼﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﺪ ﻣﺎﻧﻌﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﻳﺪ .. ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻭﻻ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ..
ﻭﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻷﻥ
ﻳﻮﺛﻖ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ، ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﻋﻤﻖ ﻭﺃﺷﻤﻞ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺴﺪ .. ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﺭﻑ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻮﻧﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ..
ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺯﻭﺍﺝ ﺑﺄﻱ ﺛﻤﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﺐ .. ﻓﻜﺮﺓ ﺧﺎﻃﺌﺔ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﺭﻑ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﺎﺫﺏ ﻭﺧﺎﻃﺊ
ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻯ
ﺇﻟﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻭ ﺇﺗﻼﻑ ﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﻓﺸﻠﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭ
ﺍﻓﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﻠﻪ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻄﻮﻟﻪ ﻟﻮ ﺣﺪﺙ ﺯﻭﺍﺝ.
ﻭﺍﻷﺳﻠﻢ ﺃﻻ ﺗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻻ ﻟﺰﻭﺝ ﻭ ﻟﻼﺛﻨﻴﻦ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ..
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺿﺎﺕ
ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ
ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ .
ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻠﺪ ﻭﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻗﻨﺎﻋﺎﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻭ ﻃﻮﻕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ .. ﻫﻮ
ﺍﻟﺼﺪﻕ .. ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ .. ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺭﺟﻠﻬﺎ .. ﺍﻟﺼﺮﺍﺣﺔ ﺑﺄﻱ ﺛﻤﻦ ﺣﺘﻰ
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ .. ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻓﻘﺪﺍﻥ
ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﺍﻟﻔﺪﺍﺋﻴﻴﻦ ..
ﺇﻥ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﻭﺗﻜﺎﺷﻒ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﻴﻦ ﺑﺨﻔﺎﻳﺎ ﻧﻔﻮﺳﻬﻤﺎ
ﻭﺗﻌﺎﺭﻑ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺗﻌﺎﺭﻓﺎ ﻧﻔﺴﺎﻧﻴﺎ ﻣﻜﺸﻮﻓﺎً .. ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻨﺸﻮﺀ
ﺍﻟﺤﺐ .. ﻭﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .. ﻭﺑﻐﻴﺮ ﻫﺬﺍ
ﻻ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ .. ﻭﺑﻐﻴﺮ ﻫﺬﺍ
ﺳﻴﻈﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ..
د.مصطفي محمود